وول ستريت تعود إلى المكاسب وسط أرباح متباينة وتحديات الرسوم

استعادت «وول ستريت» بعضاً من مكاسبها الكبيرة التي حقّقتها خلال الأسبوع والشهر، يوم الجمعة، وسط تقارير أرباح متباينة من شركات مثل: «غاب» و«ألتا بيوتي»، في وقت لا تزال فيه الأسواق تواجه تحديات الرسوم الجمركية المتقلبة التي يفرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وتراجع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.4 في المائة في بداية التعاملات، في حين خسر مؤشر «داو جونز» الصناعي 119 نقطة، أو ما يعادل 0.3 في المائة، بحلول الساعة 9:35 صباحاً بالتوقيت الشرقي. أما مؤشر «ناسداك» المركب فقد انخفض بنسبة 0.6 في المائة، وفق «وكالة أسوشييتد برس».
وكان سهم «غاب» من بين أبرز الخاسرين، رغم إعلان الشركة أرباحاً وإيرادات فاقت توقعات المحللين خلال الربع الأخير. إلا أن السهم تراجع بنسبة 19 في المائة، بعد أن حذّرت الشركة -المالكة لعلامات تجارية؛ مثل: «بانانا ريبابليك» و«أولد نافي»- من أن الرسوم الجمركية على الواردات من الصين ودول أخرى قد تضيف ما يصل إلى 300 مليون دولار إلى تكاليفها هذا العام. وأشارت إلى أنها ستسعى لتخفيف ما يصل إلى نصف هذه التكاليف قبل أن تتأثر الأرباح.
وهيمنت على السوق في الأسابيع الأخيرة مخاوف من تداعيات الرسوم الجمركية التي قد تدفع الاقتصاد نحو الركود، وتضغط على أرباح الشركات، وتثقل كاهل الأسر الأميركية المتضررة أصلاً من التضخم.
لكن الآمال تعزّزت مؤخراً بعد إعلان ترمب تعليق الرسوم على الصين والاتحاد الأوروبي، إلى جانب قرار محكمة أميركية، يوم الأربعاء، بوقف العمل بعدد من هذه الرسوم، مما رفع مؤشرات الأسهم وجعل «ستاندرد آند بورز 500» في طريقه لتسجيل أول شهر إيجابي منذ أربعة أشهر، وربما أفضل أداء شهري له منذ عامَيْن.
ومع ذلك، لا تزال العديد من الرسوم سارية المفعول في ظل استئناف البيت الأبيض على حكم المحكمة؛ مما يُبقي مصيرها النهائي غير محسوم. وزاد ترمب التوتر، صباح الجمعة، بتصريحات على منصة «تروث سوشيال»، متهماً الصين بعدم الالتزام باتفاق وقف الرسوم.
ويرجّح المستثمرون أن تسعى إدارة ترمب لفرض رسوم جديدة عبر أدوات أخرى. وأكد ترمب مراراً أن الهدف هو استعادة الوظائف الصناعية، رغم التكاليف المؤقتة على الأسر والشركات.
ومن الشركات التي أبدت مخاوف من مستقبل الاقتصاد، «أميركان إيغل أوتفترز»، التي سحبت توقعاتها المالية لعام 2025، بسبب حالة عدم اليقين، وتراجع سهمها بنسبة 5.1 في المائة، بعد إعلان خسائر فصلية أكبر من المتوقع.
وعلى الطرف الرابح، ارتفع سهم «ألتا بيوتي» بنسبة 14.5 في المائة، بعد تسجيل أرباح ومبيعات فاقت التقديرات، ورفع الشركة سقف توقعاتها للإيرادات رغم تحذير الرئيسة التنفيذية كيسيا ستيلمان من «بيئة تشغيل متقلبة».
كما قفز سهم «ريد روبن غورميه برغر» بنسبة 75.7 في المائة، بعد إعلان الشركة تحقيق أرباح فصلية غير متوقعة، في حين ارتفع سهم «شاربلينك غيمينغ» بنسبة 51 في المائة، ليصل إجمالي مكاسبه الأسبوعية إلى 1680 في المائة بعد إعلانها جمع 425 مليون دولار للاستثمار في العملات المشفرة عبر سلسلة إيثريوم.
وفي سوق السندات، استقرت عوائد سندات الخزانة بعد أن أظهر تقرير اقتصادي تباطؤاً طفيفاً في مقياس التضخم المفضل لدى «الاحتياطي الفيدرالي» خلال أبريل (نيسان)، ما عزّز الآمال بإمكانية تخفيف السياسة النقدية مستقبلاً.
وتراجع العائد على سندات الخزانة لأجل عشر سنوات إلى 4.42 في المائة، مقارنة بـ4.43 في المائة خلال اليوم السابق.
وكان «الفيدرالي» قد ثبت أسعار الفائدة لثلاثة اجتماعات متتالية، جزئياً، بسبب الغموض المحيط بتأثير الرسوم الجمركية في التضخم.
أما على صعيد الأسواق العالمية فسجلت المؤشرات الأوروبية مكاسب طفيفة، في حين تراجعت البورصات الآسيوية.
aawsat.com