خبر ⁄صحة

علاج غير دوائي لمواجهة سلس البول

علاج غير دوائي لمواجهة سلس البول

كشفت دراسة أميركية حديثة عن علاج غير دوائي يساعد على تقليل تسربات البول والإلحاح المفاجئ المعروف بـ«سلس البول الناتج عن المحفزات البيئية».

وأوضح الباحثون، من جامعة بيتسبرغ، أنّ هذه الدراسة تُعدُّ الأولى من نوعها التي تستهدف الدماغ مباشرة، من خلال التأمُّل الذهني وتحفيز القشرة الجبهية المسؤولة عن التحكُّم بالرغبة في التبوّل، بدلاً من الاعتماد فقط على العلاجات الجسدية أو الدوائية. ونُشرت النتائج، الخميس، بدورية «Continence».

ويُعرف سلس البول بأنه فقدان التحكم في المثانة، مما يؤدّي إلى تسرُّب البول بشكل لا إرادي. ويُعدُّ من المشكلات الصحية الشائعة، خصوصاً بين النساء وكبار السنّ، وتتفاوت شدّته بين تسرُّب بسيط عند السعال أو العطس، وشعور مفاجئ ومُلحّ بالتبوّل مع عدم القدرة على الوصول إلى الحمّام في الوقت المناسب.

وقد يرتبط سلس البول أيضاً بمثيرات بيئية مألوفة، مثل الوصول إلى المنزل، أو فتح باب السيارة، أو سماع صوت جريان الماء. وفي تجربة سابقة، لاحظ الباحثون نشاطاً زائداً في القشرة الجبهية الجانبية في الدماغ عند عرض صور تُحفّز الرغبة في التبوّل، وهي منطقة مسؤولة عن التحكُّم الإدراكي والسلوك التنفيذي.

وتؤثّر هذه الظاهرة سلباً في جودة الحياة، إذ يخشى عدد من النساء وكبار السن الخروج وممارسة الأنشطة اليومية؛ بسبب القلق من التعرّض لحوادث تسرُّب البول، مما يؤدّي إلى العزلة الاجتماعية وزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب.

وخلال الدراسة، استخدم الباحثون أسلوبَيْن رئيسيَّيْن للعلاج: الأول هو تمارين اليقظة الذهنية، وهو تمرين ذهني يركّز على الانتباه للإحساس الجسدي، بما في ذلك الشعور بالمثانة؛ والثاني هو التحفيز غير الجراحي للدماغ باستخدام تقنية تُعرَف بـ«التحفيز الكهربائي عبر الجمجمة».

وشاركت في الدراسة 61 امرأة فوق سنّ الأربعين يُعانين نوبات سلس البول المرتبطة بالمحفزات البيئية، وقُسمن إلى 3 مجموعات: الأولى مارست تمارين اليقظة الذهنية، وأخرى خضعت للتحفيز الكهربائي، ومجموعة ثالثة تلقَّت العلاجين معاً خلال تعرُّضها لصور تحفّز شعور الإلحاح في التبوّل.

وأظهرت النتائج تحسّناً ملحوظاً في قدرة جميع المُشارِكات على التحكُّم في الإلحاح وتقليل عدد نوبات التسرُّب، بعد 4 جلسات علاج فقط خلال فترة أسبوع تقريباً.

وقالت الباحثة الرئيسية في الدراسة من جامعة بيتسبرغ، الدكتورة بيكي كلاركسون: «سلس البول يمكن أن يكون تجربةً مؤلمةً تؤثر في ثقة الإنسان بنفسه ونشاطاته اليومية، وهدفنا هو تزويد الناس بأدوات تساعدهم على استعادة جودة حياتهم دون الاعتماد على الأدوية».

وأضافت عبر موقع الجامعة: «النتائج مشجِّعة جداً، خصوصاً أنّ كثيراً من النساء يفضّلن حلولاً غير دوائية لتجنُّب الآثار الجانبية وتعدُّد الأدوية. وقد تلقّينا رسائل شكر من المُشارِكات، وهو أمر نادر في البحوث السريرية». ويخطِّط الباحثون لتوسيع تطبيق هذا النهج في مرافق رعاية كبار السن.

aawsat.com