خبر ⁄صحة

عادة خفية تعزز صحتك بشكل أفضل من النظام الغذائي والرياضة

عادة خفية تعزز صحتك بشكل أفضل من النظام الغذائي والرياضة

أكدت خبيرة أميركية أن هناك عادة يتجاهلها كثيرون يمكن أن تعزز الصحة أكثر من النظام الغذائي وممارسة الرياضة؛ وهي تعزيز العلاقات الاجتماعية.

ونقل موقع «سايكولوجي توداي» عن الدكتورة ريبيكا غرون، الخبيرة في علم الاجتماع وعلم النفس التجريبي، قولها إن العلاقات الاجتماعية تعزز الصحة وتطيل العمر، مؤكدة تأثيرها الإيجابي على الجسم ومستويات الالتهاب به، وعلى الوظائف الإدراكية.

وأشارت غرون إلى دراسةٍ أجرتها جامعة هارفارد وتابعت حياة مئات الأشخاص لأكثر من 80 عاماً، لتجد أن دفء وجودة العلاقات الوثيقة في منتصف العمر يُنبئان بالصحة والسعادة في مراحل لاحقة من الحياة أكثر من النجاح المهني، أو معدل الذكاء، أو حتى نتائج فحوصات الدم.

ولفتت الدراسة إلى أنه في سن الخمسين، لم يكن أفضل مؤشر على كيفية تقدم الناس في السن هو الجينات؛ بل رضاهم عن علاقاتهم مع غيرهم.

الوحدة قد تقتل

تقول غرون: «الوحدة لا تعني أن يعيش الشخص بمفرده، بل تعني الشعور بغياب الدعم والانفصال».

وأظهرت دراسة بارزة، أُجريت عام 2016، أن العزلة الاجتماعية في مرحلة المراهقة تؤدي إلى مستويات التهاب تُضاهي الخمول البدني، ولدى كبار السن تزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم أكثر من مرض السكري.

وأكد تحليل، أُجري عام 2024 في 12 دولة، أن العلاقات الاجتماعية السيئة؛ من العزلة، وضعف العلاقات، ونقص الدعم، تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والوفاة.

الوحدة تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والوفاة (رويترز)

الوحدة أفضل من العلاقات السامة

ومع أهمية العلاقات بشكل عام، لكن تأثير هذه العلاقات على مشاعرنا أهم بكثير من وجودها.

ووجدت دراسة، استمرت عشر سنوات ونُشرت في مجلة الطب النفسي الجسدي، أن العلاقات التي تتسم بالصراعات الشديدة تزيد، في الواقع، من الالتهاب أكثر مما يمكن للتفاعلات الإيجابية تعويضه.

وتقول غرون: «بمعنى آخر، قد تكون العلاقات السامة أسوأ على صحتك من الوحدة».

العلاقات القوية تحمي دماغك

وجدت دراسة لجامعة هارفارد أن الأشخاص الذين تربطهم علاقات مستقرة ومتجاوبة عاطفياً في الخمسينات من العمر، كانوا أكثر عرضة للاحتفاظ بذاكرة حادة في سن الثمانين.

وقد ثبتت صحة هذه النتيجة، حتى بعد الأخذ في الحسبان عوامل مثل الدخل والتعليم ونمط الحياة.

بمعنى آخر، فإن الشعور بالأمان العاطفي ينبئ بطول العمر المعرفي، وفقاً لغرون.

ووجدت دراسة أخرى، أُجريت عام 2021، أن العزلة الاجتماعية الشديدة ارتبطت بارتفاع مؤشرات الالتهاب، والتي ترتبط بتدهور الذاكرة والوظائف الإدراكية.

aawsat.com