حدث عظيم في جنوب أم درمان لأول مرة منذ الحرب

أم درمان-السودان
في تطور لافت يعكس بوادر عودة الحياة تدريجيًا إلى مناطق ظلت بعيدة عن الخدمات الأساسية منذ اندلاع الحرب، بدأت فرق الصيانة الفنية اليوم تنفيذ أولى عمليات إعادة تأهيل شبكة الكهرباء في مناطق جنوب أم درمان، في خطوة وُصفت بالمهمة لإعادة التيار إلى آلاف المواطنين الذين عاشوا في ظلام دامس طيلة أشهر الحرب.
عودة التيار إلى مناطق حيوية بعد انقطاع طويل
وتشمل أعمال الصيانة التي بدأت صباح الخميس مناطق متعددة بجنوب أم درمان، من بينها الريف الجنوبي، والأحياء السكنية المتاخمة لجبل أولياء، وهي مناطق ظلت خارج الخدمة تمامًا منذ تصاعد العمليات العسكرية منتصف العام الماضي، حيث تعرضت البنية التحتية الكهربائية لأضرار جسيمة نتيجة القصف والنهب والتخريب.
فرق فنية محمية أمنيًا تنفذ الصيانة
وبحسب مصادر في الهيئة العامة للكهرباء، فإن الفرق الهندسية والفنية باشرت أعمالها تحت حماية قوات أمنية مشتركة، لضمان سلامة العاملين وسرعة إنجاز المهام، وسط ترحيب شعبي واسع من قبل المواطنين الذين ظلوا يناشدون بإعادة التيار منذ أشهر.
تحديات كبيرة تواجه الفرق الفنية
وتواجه عمليات الصيانة عدة تحديات أبرزها تلف المحولات وتهالك الأعمدة والأسلاك، بالإضافة إلى انتشار المخلفات الحربية في بعض المسارات، مما دفع الجهات المختصة إلى الاستعانة بفريق متخصص من الدفاع المدني لإزالة أي متفجرات أو أجسام مشبوهة قبل بدء التوصيلات الكهربائية.
خطة مرحلية لإعادة التيار تدريجيًا
وأكدت إدارة الكهرباء أن العملية الحالية تُعد جزءًا من خطة مرحلية أوسع لإعادة التيار الكهربائي بشكل تدريجي إلى بقية مناطق أم درمان، وذلك حسب جاهزية البنية التحتية ومدى استقرار الأوضاع الأمنية في كل حي أو منطقة.
دعم مجتمعي واسع للجهود المبذولة
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلًا واسعًا مع خبر بدء الصيانة، حيث عبّر المواطنون عن فرحتهم وتقديرهم للجهود المبذولة من قبل الفنيين والجهات الأمنية، مؤكدين أن عودة الكهرباء تمثل بارقة أمل في استعادة مظاهر الحياة الطبيعية التي غابت منذ بداية النزاع.
مناشدات لتعميم التجربة على بقية المناطق المنكوبة
ودعا مواطنون في مناطق أخرى متضررة الحكومة والجهات الفنية إلى توسيع نطاق الصيانة ليشمل مناطق مثل كرري والفتيحاب ودار السلام، التي ما تزال تعاني من انقطاع كامل في الكهرباء والمياه، مشددين على ضرورة تكثيف التنسيق بين المؤسسات الخدمية والأمنية لتسريع وتيرة الإصلاح.
خطوة رمزية تحمل دلالة سياسية وإنسانية
ويرى مراقبون أن إعادة تشغيل التيار في جنوب أم درمان لا تحمل بعدًا خدميًا فقط، بل ترمز أيضًا إلى قدرة الدولة على استعادة زمام المبادرة في تقديم الخدمات الأساسية، وإعادة بناء الثقة بين المواطن والمؤسسات في مرحلة ما بعد الحرب.
nabdsudan.net