بعد حلف اليمين.. هل ينقذ كامل إدريس السودان من أزمته المستحيلة

متابعات – نبض السودان
أدى رئيس مجلس الوزراء السوداني الجديد، كامل إدريس، اليمين الدستورية يوم السبت 31 أيار/مايو 2025، أمام رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، في مقر بيت الضيافة بمدينة بورتسودان، العاصمة المؤقتة للحكومة.
يأتي هذا التكليف بعد ثلاث سنوات من شغور المنصب عقب الانقلاب العسكري في أكتوبر 2021 الذي أطاح برئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، وسط أجواء سياسية وعسكرية مضطربة. وتعد خطوة أداء اليمين الدستورية بداية فعلية لاستكمال تشكيل مجلسي السيادة والوزراء، في ظل تحديات حادة تشهدها البلاد.
عودة كامل إدريس
وصل كامل إدريس إلى بورتسودان قادمًا من مقر إقامته خارج البلاد، في استقبال رسمي من عدد من الوزراء والمسؤولين، في إشارة إلى دعم رسمي نسبي لتولي مهمته التي وصفها الكثيرون بـ”الحرجة”.
تحديات ضخمة تواجه حكومة كامل إدريس
تتشكل الحكومة في ظل استمرار الحرب، خاصة في إقليم كردفان،، بينما تمكن من استعادة الخرطوم بالكامل. تتزامن هذه الحرب مع تدهور الوضع الخدمي، حيث تعاني البلاد من انهيار البنية التحتية للكهرباء والصحة، وانتشار أمراض وبائية، ونقص في الخدمات الأساسية كالدواء والمياه.
كما تواجه الحكومة رغبة داخل بعض المؤسسات بإعادة العاصمة من بورتسودان إلى الخرطوم، ما يضع مزيدًا من الضغوط على كامل إدريس في إدارة هذه الملفات الحساسة.
بين القيد العسكري وفرصة الإصلاح
يبدو كامل إدريس، القادم من خلفية عمل في منظمات الأمم المتحدة، شخصًا مستقلاً غير منتمي لأي تيار سياسي بارز، لكن وجوده ضمن كابينة يقودها العسكريون في مجلس السيادة قد يحد من قدرته على تنفيذ إصلاحات جوهرية، خاصة في ملفات الإنفاق والتنمية.
ما الذي يمكن أن ينقذ حكومة كامل إدريس؟
يرى بعض المحللين أن نجاح كامل إدريس في إدارة البلاد يتوقف على أمرين رئيسيين:
- الحصول على تمويل مالي خارجي لا يقل عن 5 مليار دولار لدعم الاقتصاد والمشاريع الحيوية،
- أو تشكيل حكومة تقشفية تعتمد على الشفافية وترشيد الإنفاق، خصوصًا في النفقات الحكومية والعسكرية.
وكلا الخيارين يواجهان صعوبات هائلة في ظل واقع السودان الراهن، الذي يعاني من تدهور اقتصادي حاد واحتقان سياسي وعسكري.
في الختام
مهمة كامل إدريس تبدو شبه مستحيلة في ظل الأوضاع المتشابكة في السودان، من استمرار الحرب، إلى انهيار الخدمات، وصولًا إلى ضعف البنية التحتية وارتفاع نسبة الفقر والتضخم.
هل سيتمكن من إحداث فرق حقيقي وإعادة الحياة العامة إلى مسارها في السودان؟ أم أن الظروف الراهنة ستجبره على الركون إلى سياسة إدارة الأزمات فقط؟
يبقى السؤال مفتوحًا، وسط توقعات بأن فترة حكمه ستكون اختبارًا حقيقيًا لصبر وقدرة هذا السياسي غير العسكري في قيادة السودان خلال أصعب مراحله.
nabdsudan.net