تقرير: العنف والجوع دمرا حياة سكان جنوب دارفور

نيالا، 4 يونيو 2025 – قالت منظمة أطباء بلا حدود، الأربعاء، إن العنف وانعدام الأمن والجوع تسبّب في تدمير حياة الناس في ولاية جنوب دارفور غربي السودان.
وتخضع ولاية جنوب دارفور لسيطرة قوات الدعم السريع منذ أكتوبر 2023، حيث شُكّلت فيها سلطة مدنية لإدارة الجهاز التنفيذي والتشريعي لكنها فشلت في إنهاء أعمال القتل والنهب والعنف الجنسي التي تتزايد باستمرار.
وقالت أطباء بلا حدود، في تقرير اطّلعت عليه “سودان تربيون”، إن “العنف وانعدام الأمن والجوع تتسبّب بتدمير حياة الناس في جنوب دارفور”.
وأشارت إلى أن الولاية شهدت حرب مدن ضارية في 2023، أدّت إلى تدمير المستشفيات والبنى التحتية الحيوية وانهيار حضور المنظمات الإنسانية.
وأضافت: “رغم توقّف القتال في الوقت الحالي، إلا أن انعدام الأمن لا يزال قائمًا، حيث يتعرّض الناس لعنف مروّع على الطرقات وفي المزارع والأسواق وفي بيوتهم. كذلك تشيع تقارير حول وقوع اعتقالات تعسفية وسرقات ونهب”.
وأفادت أطباء بلا حدود بأنها قدّمت منذ يناير 2024 إلى مارس 2025 الرعاية إلى 659 من ضحايا العنف الجنسي الذي يتفشّى على نطاق واسع.
وأوضح التقرير أن الرعاية الصحية في جنوب دارفور غير متاحة، نظرًا لتضرّر وتدمير المرافق وفرار العاملين وعدم تلقّي الرواتب وانقطاع الإمدادات، فيما يعاني “الناس من أجل تحمّل تكاليف النقل للوصول إلى ما تبقّى من نظام الرعاية الصحية”.
وأكد على أن التهديد بالعنف أدّى إلى قطع سُبل الوصول إلى الأراضي الزراعية والحصول على دخل.
وأشار إلى أن المنظمة عالجت خلال يناير 2024 إلى مارس 2025 أكثر من 10 آلاف طفل دون سنّ الخامسة يعانون من سوء التغذية الحادّ، كما قدّمت العلاج التغذوي لآلاف الفتيات والنساء الحوامل والمرضعات اللواتي يعانين من سوء التغذية.
وتوقّع التقرير تفاقم أزمة سوء التغذية مع هطول الأمطار وموسم العجاف.
وتُعدّ فترة هطول الأمطار من أواخر يونيو إلى خواتيم سبتمبر أكثر الفترات التي ينعدم فيها الأمن الغذائي حيث يقلّ فيها الغذاء خاصة في المناطق النائية إلى درجة يُطلق عليها موسم العجاف.
تضامن المجتمعات
وذكر التقرير أن الأسر في جنوب دارفور تُضطر إلى الاكتفاء بوجبة واحدة في اليوم، في ظل ارتفاع تكاليف الطعام.
وشكا من محدودية الاستجابة للأزمة، مشيرًا إلى أن وكالات الأمم المتحدة وجدت في الآونة الأخيرة سُبلًا متزايدة لجلب الإمدادات الإنسانية إلى جنوب دارفور، كما وسعت بعض المنظمات نطاق وجودها وأنشطتها بشكل تدريجي.
وأضاف: “نظرًا للمعوقات الشديدة التي تمنع تأمين الخدمات والرعاية، لا تزال وكالات الأمم المتحدة غير موجودة على الأرض في جنوب دارفور لتقود الاستجابة وتنسقها، حتى بعد مرور أكثر من عامين على النزاع، فيما تتحرك المنظمات غير الحكومية ببطء وحذر”.
وأفاد بأن المجتمعات المحلية تحاول التضامن للتغلب على آثار العنف، حيث يدعم الجيران بعضهم بعضًا، ويتقاسمون طعامهم، فيما تزيل مجموعات من الشباب الأنقاض والذخائر غير المنفجرة، ويشترون الأدوية للنازحين الذين يعيشون في حيهم، فيما يعمل المعلمون مجانًا في المباني المنهوبة.
وقالت امرأة تعيش في مخيم نازحين للمنظمة، وفقًا للتقرير، إنه “خلال محاولتنا، نحن النساء، الخروج من المخيم للعمل في الزراعة. أتعرض للضرب والتعذيب. لا توجد طريقة للخروج… تعرضت ابنة عمتي للاغتصاب على يد ستة رجال، قبل ستة أيام فقط. أشعر بعدم الأمان، لأنه إذا خرجت، سأتعرض للاغتصاب”.
وأفادت نازحة تقيم في مخيم السلام للنازحين، بأنها تعتمد على ما تجده: “إن حصلتُ على شيء، سنأكل. وإن لم أحصل، فلن نأكل. هذه هي حياتي”.
ودعمت أطباء بلا حدود المبادرات المحلية للمساعدة في إدارة المطابخ المجتمعية، وتوفير وجبات الطعام لأطفال المدارس، كما وفّرت الغذاء إلى 6 آلاف عائلة في مواقع متعددة في جميع أنحاء جنوب دارفور.
sudantribune.net