الإمدادات الطبية في الحج... ذكاء اصطناعي في التشغيل ودرون في التوصيل

كشف فهد البطحي، الرئيس التنفيذي لقطاع سلاسل الإمداد والتشغيل لشركة «نوبكو»، عن اعتماد نموذج تشغيلي متعدد المراحل مدعوم بتقنيات الذكاء الاصطناعي، للتنبؤ بالطلب والاحتياج، وإدارة المخزون، والحد من الهدر، ما يضمن جاهزية المرافق الصحية طوال موسم الحج.
كما أشار البطحي إلى دخول الطائرات من دون طيار مجال توصيل طلبات المستشفيات داخل الحج لتختزل المسافة.
وتعتمد «نوبكو» التابعة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي عدة نقاط دعم موزعة في المشاعر المقدسة لتكون الخط الأول في دعم احتياج المنظومة الصحية في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة من الأدوية والأجهزة والمستلزمات الطبية، ما يمكّن ممارسي الرعاية من خدمة ضيوف الرحمن بكفاءة واحترافية عالية.
وقال الرئيس التنفيذي لقطاع سلاسل الإمداد لـ«الشرق الأوسط» إن المخزون الذي تم تجهيزه لموسم حج هذا العام يتجاوز الـ90 مليون وحدة من المنتجات الطبية تم تجهيزها بناءً على دراسات وتوقعات مسبقة وهي موجودة في 3 خطوط للدعم لخدمة الحجاج.
وأضاف: «نتحدث اليوم من مستودعاتنا الرئيسية في مشعر عرفات وتعتبر من أكبر المستودعات في المشاعر المقدسة بسعة تخزينية تتجاوز 700 «طبلية» في هذا الموقع توفر الإمدادات الطبية لخدمة 136 منشأة صحية منها 9 مستشفيات و7 مستشفيات ميدانية و91 مركزاً صحياً و29 جناحاً صحياً (بوث)».
وتابع: «قمنا بهذا العام بتوفير المستودعات المتنقلة في نقاط دعم موزعة في المشاعر المقدسة لتكون هي الخط الأول في دعم الاحتياج لهذه المستشفيات والمراكز الطبية»، مشيراً كذلك إلى المبادرات التي ستقدمها الشركة في هذا العام والتي تتمثل في التموين عبر الطائرات العمودية وطائرات من دون طيار (درون) للمواقع التي يصعب الوصول إليها خلال أوقات الذروة وذلك بناءً على توجيهات فهد الجلاجل وزير الصحة السعودي.
ولفت إلى أن «نوبكو» تستهدف نقل وتوزيع 2000 بند طبي عبر أكثر من 800 رحلة توصيل من مراكزها اللوجيستية إلى المواقع والمرافق الصحية في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة عبر أسطول نقل يضم 62 شاحنة لتسهيل توصيل الإمدادات الطبية بكفاءة إلى مراكز الرعاية الصحية في مواقع الحج الرئيسية.
وكان فهد الجلاجل وزير الصحة السعودي قد دشن، الاثنين، مبادرتَيْن للإمداد الطبي باستخدام الطائرات العمودية و«الدرونز»، اللتَيْن تُسهمان في تقليص زمن توصيل الأدوية الطبية للمناطق ذات الكثافة العالية داخل المشاعر المقدسة من 90 دقيقة إلى 6 دقائق، ودعم سرعة الاستجابة للحالات الطارئة.
وأوضح فهد البطحي، لـ«الشرق الأوسط»، أن «طائرات الدرونز» تتمتّع بتنظيم خاص تم التنسيق لأجله مع الجهات المختصة في الدولة، وجرى عمل تجربة لمقارنة زمن توصيل الأدوية بـ«الدرون»، واتّضح أن الشحنة أصبحت تصل في مدة لا تتجاوز 6 دقائق، بعدما كانت تستغرق ساعة ونصف الساعة للوصول إلى الموقع نفسه، مشيراً إلى أن طائرة «الدرون» قادرة على حمل 2.7 كيلوغرام من الأدوية.
وأضاف البطحي أن هناك أثراً كبيراً جداً لاستخدام «الدرون» في توصيل الأدوية، ومن ذلك أن بعض الحالات الطارئة تتطلّب توفير بند محدّد من الأدوية خلال وقت وجيز، وأثبتت الدرونز أن استخدامها يساعد في توفير هذه الميزة.
وتوفر «نوبكو» الإمدادات الطبية من خلال شبكة لوجيستية متطورة تضم مراكز إقليمية في «عرفات» و«منى» و«حدا» تُعنى بتهيئة المخزون لضمان سرعة التوصيل، وتضم 184 موظفاً ميدانياً وموظف دعم لإدارة التوزيع والاستجابة السريعة خلال موسم الحج.
كما دشنت الشركة خدمة «موصول» في مستشفى منى الطوارئ ومستشفى منى الوادي لتعزيز سرعة الاستجابة، وهي أحد الحلول التقنية واللوجيستية المقدمة من قبل الشركة والتي تهدف إلى إدارة مخزون الأدوية والمستلزمات الطبية للمستشفيات المستهدفة والتسهيل من عملية طلبها من قبل الممارسين الصحيين داخل أقسام المستشفيات عن طريق النظام الإلكتروني.
كما قامت «نوبكو» بتزويد الممارسين الصحيين داخل الأقسام بالأجهزة اللازمة لطلب احتياجهم من الأدوية والمستلزمات الطبية لأداء مهامهم براحة تامة كما قامت بتوفير فريق عمل كامل لإدارة المخزون وتوصيل الطلبات في وقت قياسي.
وتتعاون «نوبكو» بشكل وثيق مع جميع الجهات ضمن المنظومة الصحية في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة للمساهمة في ضمان التدفق المستمر للإمدادات الطبية.
aawsat.com