خبر ⁄سياسي

أسلحة واعتقالات ورسائل سياسية مشفرة.. ماذا تفعل الدعم في الضعين

أسلحة واعتقالات ورسائل سياسية مشفرة.. ماذا تفعل الدعم في الضعين

متابعات- نبض السودان

أعلنت قوات الدعم السريع عن ضبطها كميات من الأسلحة في مدينة الضعين، بولاية شرق دارفور، وقالت إن هذه الأسلحة كانت بحوزة من وصفتهم بـ”المتفلتين والمندسين”، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل حول طبيعة هذه الأسلحة أو عدد المقبوض عليهم. ويأتي هذا الإعلان في وقت تتصاعد فيه الاتهامات ضد قوات الدعم السريع بممارسة حملة اعتقالات وصفت بأنها “واسعة النطاق”، شملت عشرات المواطنين في المدينة التي تعد أحد أهم معاقلها بإقليم دارفور.

حملة اعتقالات واسعة تطال المدنيين والعمال

وبحسب ما أفادت به تقارير محلية، فقد شنت قوات الدعم السريع خلال الأيام الماضية سلسلة من الاعتقالات التي طالت عددًا من سكان مدينة الضعين، من ضمنهم عمال وموظفون حكوميون، ما أثار حالة من القلق بين المواطنين والمنظمات الحقوقية. ووُصفت هذه الحملة بأنها محاولة لإحكام السيطرة على المدينة، وسط تساؤلات متزايدة عن مدى قانونية هذه الإجراءات ومدى توافقها مع حقوق الإنسان.

تضامن نقابي مع المعتقلين

في السابع من يونيو الجاري، أعلن اتحاد نقابات عمال ولاية جنوب دارفور عن تضامنه الكامل مع المعتقلين من العمال في الضعين. وأدان الاتحاد ما وصفه باستمرار قوات الدعم السريع في تنفيذ “سياسات قمعية” تجاه المدنيين، متهمًا إياها بتكميم الأفواه وإذلال المواطنين لإجبارهم على إعلان الولاء.

وشدد الاتحاد في بيانه على ضرورة الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع العمال المعتقلين، مؤكدًا أن الاعتقالات تمّت بدعوى الاشتباه في تعاطف المعتقلين مع القوات المسلحة أو انتمائهم لبعض الأحزاب السياسية المعارضة.

استهداف موظفين وأعضاء أحزاب

التقارير الإعلامية الواردة من الضعين تشير إلى أن الاعتقالات لم تتوقف عند العمال فحسب، بل شملت أيضًا عددًا من موظفي الدولة، فضلًا عن عناصر ينتمون لحزب المؤتمر الوطني المحلول. هذه المعلومات، رغم عدم تأكيدها رسميًا، تدعم روايات متعددة عن وجود توجه عام لدى قوات الدعم السريع لإسكات أي أصوات معارضة أو غير موالية لها في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

رسائل سياسية وراء الاعتقالات؟

يرى مراقبون أن حملة الاعتقالات والضبطيات الأخيرة قد تحمل رسائل سياسية تهدف إلى تأكيد هيمنة الدعم السريع على مدينة الضعين في مواجهة أي نفوذ محتمل للقوات المسلحة أو الأحزاب التقليدية، خاصة في ظل حالة الانقسام والتوتر الأمني التي تشهدها دارفور منذ أشهر.

وتشير بعض التحليلات إلى أن قوات الدعم السريع تسعى من خلال هذه الإجراءات إلى تعزيز قبضتها الأمنية وإبعاد أي تهديد داخلي محتمل، خصوصًا في المدن التي تشكل نقاط تمركز استراتيجي لها، مثل الضعين.

دعم سريع في مرمى الانتقادات

ويأتي هذا التصعيد الأمني في وقت تواجه فيه قوات الدعم السريع انتقادات حادة من منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني داخل السودان وخارجه، بسبب أسلوب تعاملها مع المدنيين والمشتبه بهم في المناطق التي تسيطر عليها، خصوصًا في ظل غياب أي رقابة قضائية أو قانونية واضحة على أنشطتها.

nabdsudan.net