تغيير في الخارجية وصراع على الحقائب الاقتصادية يسيطران على مشاورات حكومة السودان

بورتسودان، 10 يونيو 2025 – كشفت مصادر مطلعة لـ «سودان تربيون» عن مشاورات مكثفة يقودها رئيس الوزراء كامل إدريس، لتشكيل حكومة جديدة، وسط تغييرات شبه مؤكدة في وزارتي الخارجية والدفاع، وصراع محتدم حول الحقائب الاقتصادية الرئيسية، وعلى رأسها وزارة المالية.
وكان رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة، عبد الفتاح البرهان، قد عيّن كامل الطيب إدريس رئيسًا للوزراء في 18 مايو الماضي، لبدء تشكيل حكومة جديدة في البلاد.
وقالت المصادر إن رئيس الوزراء قرر استبعاد وزير الخارجية المكلف، عمر صديق، من التشكيلة الجديدة، مع تزايد حظوظ دبلوماسي رفيع من أبناء جبال النوبة لتولي الحقيبة.
ويأتي هذا القرار بعد فترة وجيزة من تكليف صديق بإدارة الوزارة في 30 أبريل الفائت، خلفًا للسفير علي يوسف.
وأكدت المصادر أن المشاورات الأكثر تعقيدًا تدور حول ثلاث وزارات رئيسية بين قادة الجيش ورئيس الوزراء، الذي يتطابق رأيه مع نائب القائد العام للجيش بشأن الملفات السيادية.
على صعيد متصل، تتصدر وزارات المالية والمعادن والنفط طاولة النقاشات، خاصة في ظل تعهدات سابقة من قائد الجيش لقادة الحركات المسلحة التي تقاتل إلى جانبه بمنحهم ما بين 5 إلى 7 حقائب وزارية.
ورغم ذلك، أوضحت المصادر أن من الراجح، وفقًا لمشاورات رئيس الوزراء، الإبقاء على جبريل إبراهيم في وزارة المالية، مع احتمال سحب وزارة المعادن من حصة الحركات الموقعة على اتفاق سلام جوبا.
وفيما يخص باقي القوى، قدمت فصائل مسلحة، تقاتل إلى جانب الجيش ضد قوات الدعم السريع، مرشحيها لكن رئيس الوزراء لم يرد عليها بعد.
وتدور النقاشات حاليًا حول تعيين 16 وزيرًا بشكل مبدئي، على أن تكتمل بقية الحقائب في وقت لاحق.
وبحسب المصادر، فقد رفض إدريس بشكل قاطع ترشيحات قُدمت على أساس قبلي، مشيرةً في السياق ذاته إلى مطالبة تكتل يقوده ناظر عموم قبائل الهدندوة بشرق السودان، محمد الأمين ترك، بالحصول على مقاعد في الحكومة.
يأتي هذا بينما يسود الغموض ملامح التشكيل الحكومي المرتقب، وتحاط المشاورات بسياج من السرية، وسط تقارير إعلامية تتحدث عن تململ بعض الحركات المسلحة وخلافات حول الحصص، ومخاوف من أن تكون الحكومة الجديدة بلا سلطات حقيقية في ظل استمرار الحرب مع قوات الدعم السريع.
sudantribune.net