جيل كيبل: العالم كله يحبس أنفاسه بعد الهجوم الإسرائيلي

أكد الباحث الفرنسي المتخصص في شؤون العالم العربي الإسلامي جيل كيبل أن الهجوم الإسرائيلي على إيران ليس مجرد عملية عسكرية، بل هو تطور جيواستراتيجي كبير يهدد بتغيير موازين القوى في الشرق الأوسط، وربما إشعال صراع إقليمي ذو أبعاد عالمية.
وأضاف كيبل في مقال له بصحيفة لوفيغارو الفرنسية اليوم أن جذور الهجوم إسرائيلية بدرجة أولى، إذ أن مواصلة الحرب على قطاع غزة التي أودت بحياة عشرات الآلاف ودمرت القطاع بالكامل، لم تعد مبررة عسكريا.
وشرح ذلك بقوله إن تسارع الأحداث الأخيرة في المنطقة يعكس تباين وجهات النظر بشأن ما يجري، أولها إسرائيلي على وجه التحديد، ويتمثل في أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى بكل الطرق للحفاظ على منصبه، والنجاة من المساءلة بشأن إخفاقاته في منع هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
غزة عبئا
يذكر أن نتنياهو مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وأوضح كيبل أن الهجوم الذي شُنّ على إيران فجر الجمعة يُطيل بهذا المعنى حرب إبادة غزة، التي أصبحت عبئا سياسيا على نتنياهو، مبرزا أن الهجوم على إيران قد يصبح رصيدا جديدا ونهائيا لمصلحته كما كان الحال في لبنان وسوريا.
إعلانوتابع أن سياسة نتنياهو وصلت إلى الباب المسدود بسبب غزة، وتواجه الآن انتقادات شديدة على المستوى الدولي، وحتى داخل إسرائيل نفسها، وبعد أن أصبح القطاع عبئا سياسيا عليه، شرع يستخدم ورقة إيران.
لكن حجم المخاطرة هذه المرة أكبر بكثير -يتابع كيبل- لأن إيران ما تزال تمتلك أوراقا كثيرة لحماية مصالحها، وعملية تصفية قادة عسكريين وعلماء نوويين إيرانيين وتدمير مقرات عسكرية رفع الصراع الإسرائيلي الإيراني إلى مستوى غير مسبوق.
وقال كيبل إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصف الضربات الإسرائيلية بأنها ممتازة. وأبرز أن هذا التصعيد قد ينتهي إما بتنازلات إيرانية تحت الضغط، أو بحرب إقليمية شاملة قد تجر العالم بأسره نحو الفوضى.
ومن معالم هذه الفوضى بحسب الكاتب، التداعيات الاقتصادية الهائلة، وضرب على ذلك مثلا بارتفاع أسعار النفط الخام في الساعات التي تلت الهجوم.
كما أن احتمال إغلاق مضيق هرمز، الذي يمر عبره 20% من تدفقات النفط العالمية، سيؤدي إلى زعزعة استقرار السوق بشكل كبير على الفور، وذلك إلى جانب التوترات على ممر الشحن القريب الآخر، البحر الأحمر وقناة السويس، حيث أظهر الحوثيون قدراتهم على التأثير.
وجدد كيبل تأكيده على أن كل التطورات الجارية، وتداعياتها المختلفة، تجعل كل العالم يحبس أنفاسه، وليس فقط الشرق الأوسط.
aljazeera.net